ميثم العتابي
عامٌ مرّ
ولمْ يطرق اسمكَ الباب
صديقكَ الذي طالما أشعركَ بالضجر
يشربُ الآن شايه بيننا
وينمُّ كالعجائز عن ملائكة لايعرفهم
يطلبُ في بعض المراتِ لحماً مشويّا
أعرفُ أن هذا يحرجكَ كثيراً
ولأنكَ لم تصنعه من الأكل
أرتَبنا منه.
صديقكَ الذي لم يكن مقرباً منك،
صار لصقنا
ظلنا الذي يشاطرنا السرير، الرصيف
يتفقدُ وجوه أطفالنا كلما قفزوا
كغزلانٍ ترعى في مجدِ يديكَ
لا ترخي يديك عن جوعِ صديقكَ
عن فمه المُلطخ بنا.
أبانا الذي صنعتَ الذئب
هل أكل لسانكَ
ولم يعد بإمكانك الغناء
أم أن الوشاية لم تك كذبة؛
جاع صديقكَ ولم يلقَ منّا لحماً طازجا
فصار ضيفك.
من رتب لكما المائدة
ثم غسل عن فمه المتسخ
نوركَ الذي شُبّه له لحما نيئاً.
عامٌ آخر لهذا القطيع
أبانا الذي في بطن صديقه
لنغن معاً؛ وأنت هناك،
لصديقكَ المجد القادم دونك
هللويا… هللويا
آبانا الذي غاب في جوفِ الذئب
ومات وحيداً.