آه يا بلدي
آزاد ترزي
آه يا بلدي آه …
في بلدي …
لا يبيعون الورود …
فقط ورود اصطناعية بالية …
في بلدي …
لا ينثرون الأتربة …
و إن نُثِرتْ فإنها ممزوجة …
كيف ببستان ورودٍ ؟
حتى ألامس القريب كان ساحة حربٍ ضروس …
حتى ألامس القريب كان مكانًا للذعر و الهلع …
أن تَنْبُتَ فيه الورود ؟؟!!
بالكاد تنمو فيه …
أصابع تهديد مقطوعة و ممزقة …
بالكاد تُتْرَكَ فيه …
العابُ أطفالٍ داستها الأقدام …
من يبالي …؟
بأتربة سوداء و بيضاء ..اختلطت لتحجب الشمس ؟
من يبالي …؟
بورودٍ حمراء و زهرية … سحقتها بساطيل الحرب ؟
من يبالي …؟
بوردة النرجس التي لبست السواد …
بالضحكة الخبيثة التي تطلقها الحثاله …
من يبالي … ؟
إذا كان نعيق الغراب يَُبَشِرُ بقدوم الربيع !!
إذا كانت الصراعات هي الوسيلة لجشعٍ مُقرِف !!
من يبالي …؟
من يبالي …؟
آه يا بلدي آه …
جعلوا منك شجرة جرداء متساقطة الأوراق…
نهبوا خيراتك … !!!
آه يا بلدي آه …
حولوك إلى غاية للفساد … و قطعوا أوصالك …
وعودهم كاذبة …!!
وضعوا الخبز بين فكي التنين …!!
خيروك بين أمرين لا ثالث لهما ..!!
تستسلم و تموت من الجوع …
أو تفلح و تًقّسِمْ خبزك إلى نصفين …
باعوا الجهود للكلاب الشرسة …
ذَهَبَت أدراج الرياح…
استعادتها مصيبة و هَلاك …
و بيعها مصيبة أكبر و زوال …
آه يا بلدي آه …
أصبحنا في حالةٍ يرثى لها …
نشبه رأس الرمح ، حادي المزاج ..!!
نحسد الموتى …
و نترحم على الذين مازالوا أحياء..!!
و من كثرة دفن الآمال الميتة في قلوبنا …
تحولنا إلى مومياءات عديمة الحس و مهمشة ..
و من شدة حسرتنا على قدوم الغد المشرق…
أصبحنا نعيش حلمًا ورديًا لا ينتهي …
عادةً … الإنسان يعيش مرة واحدة …
و يموت مرة واحدة …!!
و إذا بنا … نعيش مرة واحدة …
و لكننا نموت كل يوم و الفِ مرة ..!!
آه يا بلدي ..
آه ….